من المؤكد أنه في بعض المطارات التي هبطت فيها لقضاء عطلتك قد شاهدت كلابًا بوليسية. هذا أمر طبيعي وشائع في المطارات الدولية الكبرى. فبفضل حاسة الشم المتطورة والمهارة والتدريب، تُعد هذه الكلاب أداة مثالية لقوات الأمن لاكتشاف المتفجرات أو المخدرات، على سبيل المثال.
ولكن إذا قيل لك إن بعض هذه الكلاب وُلدت عمدًا عن طريق الاستنساخ، فهل سيجذبك ذلك؟ هل يبدو الأمر كخيال علمي؟ على العكس تمامًا — فهذا واقع ويحدث كثيرًا في دول مثل الصين وكوريا الجنوبية وغيرها.
الكلاب الكاشفة، دعم خاص لقوات الأمن
الـكلاب الكاشفة هي حيوانات، وبعد تدريب خاص (من خلال التعزيز الإيجابي عبر الألعاب)، تصبح قادرة على تحديد وتعيين مكان رائحة مادة تم تدريبها على اكتشافها. كما يمكنها البحث عن آثار وبصمات الأشخاص.
كل هذا بفضل حاسة الشم الممتازة لديها، جنبًا إلى جنب مع التدريب المركز على الكشف والتتبع. ومع ذلك، ليست كل السلالات مناسبة لهذه المهام المتخصصة.
تبرز سلالات مثل البيجل والراعي الألماني واللابرادور والمالينوي البلجيكي في هذه الأعمال نظرًا لخصائصها الجسدية والحسية.
توفّر هذه الكلاب دعمًا كبيرًا لـقوات الأمن، إذ تستطيع بفضل حاسة الشم اكتشاف مواد مثل المخدرات لا يستطيع الإنسان اكتشافها. ومنذ إدخال هذه الكلاب المدرّبة، ازدادت فعالية الشرطة بشكل ملحوظ، لذلك اعتمدت أغلب الدول هذا الخيار ضمن فرقها.
وراثة الحيوان، عامل أساسي في الاختيار
تُعد الوراثة لدى الحيوان أساسية لاختياره وضمّه إلى جهاز الأمن بالدولة. ومن خلال جيناته تُحدد قدراته الفطرية مثل الذكاء والقدرة على التحمل والرشاقة ومهارات التتبع.
تُعزى هذه القدرة والاستعداد وسرعة التعلّم إلى المعلومات وجوهر الحمض النووي (DNA). ولهذا السبب تُختار السلالات المذكورة أعلاه لهذه المهام.
العوامل الوراثية في الكلاب البوليسية
-الذكاء والولاء: هذه الصفات الوراثية تمكّنها من فهم أوامر مدربيها والاستجابة لها.
-السرعة والرشاقة: سرعتها في ملاحقة المشتبه بهم أو تتبع الروائح والآثار تُسهّل على رجال الشرطة أداء مهامهم.
-غريزة الصيد: هذا العامل المهم المرتبط بجيناتها يمنحها دافعًا فطريًا لملاحقة أشياء أو مواد أو أشخاص.
-القدرة على التكيف: تستطيع التأقلم مع أوضاع وبيئات مختلفة وأداء دورها بكفاءة ملحوظة.
الاختيار الوراثي للكلاب البوليسية
-التربية والتهذيب الانتقائي: يتم اختيار كلاب من سلالات ذات تاريخ وراثي معروف بقدراتها العملية، مما يجعل التدريب والتعليم فعّالين وسريعين.
-اختبارات السلوك: يتم فحص وتحليل سلوك سلالات معيّنة ومدى ميلها للمطاردة والتتبع.
بعد هذا الاختيار الوراثي تُحدد السلالات الأنسب للتكرار والاستنساخ.
قوة الاستنساخ وأهميته لقوات الأمن
كما ورد في المقال، يتّضح مدى أهمية النسخ الدقيق لجينات سلالات معيّنة من الكلاب بالنسبة لقوات الأمن. ولتحقيق ذلك، يُعد الاستنساخ الوسيلة الأكثر فعالية لإعادة إنتاج سلالة متطابقة وبالتالي تكرار قدراتها وخصائصها الحسية بدقة.
بفضل الاستنساخ، تضمن الشرطة أن تكون استجابات هذه الحيوانات الجديدة مطابقة لاستجابات أسلافها. كما تلعب التعبيرات فوق الجينية (الإبيجينتيك) وتربية الجرو في شهوره الأولى دورًا مهمًا. وبما أن هذه الكلاب تُستنسخ لهدف محدد، فسيكون تعليمها وتدريبها موجّهين بقوة نحو مهامها المستقبلية، ما يؤدّي إلى كلب مُدرَّب ومُهيَّأ تمامًا لأداء دوره.
تُعد دول مثل كوريا الجنوبية والصين من الروّاد في إدخال هذه التقنية المخبرية لفائدة الأجهزة الأمنية. لذا، إذا سافرت إلى إحدى هذه الدول، فمن المرجّح أن تكون الكلاب البوليسية التي تراها في المطارات أو المدن حيوانات مستنسخة.